كتاب موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (اسم الجزء: 5)

وهي صفاته. فكذلك القرآن كلام الله، وكلام الله منه، وبيان ذلك في كتابه: قال الله عز وجل: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58)} (¬1) وقال: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} (¬2) وقال: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا} (¬3) وقد أخبرنا الله أن الأشياء إنما تكون بكلامه، فقال: {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)} (¬4) وقال: {قُلْنَا لَا تَخَفْ} (¬5) وقال: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)} (¬6) فبقول الله عز وجل صار أولئك قردة، وبقوله أمن موسى، وبقوله صارت النار برداً وسلاماً. ثم إن الجهمي الملعون غالط من لا يعلم بشيء آخر، فقال: قوله عز وجل: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (¬7)
فقال: كل ما أتى الله عز وجل بخير منه أو مثله، فهو مخلوق. فكان هذا إنما غالط به الجهمي من لا يعلم، وإنما أراد الله عز وجل بقوله: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} يريد بخير لكم، وأسهل عليكم في العمل وأنفع لكم في الفعل. ألا ترى أنه كان ينزل
¬_________
(¬1) يس الآية (58).
(¬2) السجدة الآية (13).
(¬3) الصافات الآية (31).
(¬4) الأعراف الآية (166).
(¬5) طه الآية (68).
(¬6) الأنبياء الآية (69).
(¬7) البقرة الآية (106) ..

الصفحة 445