كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 5)

وستمائة؛ شيخًا نقي الشيبة ربعة من الرجال، وسألته عن مولده؛ فقال ولدت بحماة في سنة أربع وستين وخمسمائة.
وامتدح الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي_ رضي الله عنه_ ومن بعده الملوك الأيوبية. وزعم أنه ينتسب إلي ذي الكلاع أسميفع بن ناحور الحميري_ صاحب اليمن_؛ ثم رحل إلي حماة.
أنشدني لنفسه في التاريخ المقدم ذكره، وبلغني وفاته في شهر جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وستمائة: ] من المتقارب [
تذّكر نجدًا وكثبانها ... وإن كان لم ينس أوطانها
وطيب ليال تقضّت بها ... إذا ما الصّبا رنّحت بانها
تبدّلت الوحش بعد الأنيس ... وبعد الدّمي الغيد غزلانها
فسحّت سحاب دم مقلة ... جفت لذّة الغمض أجفانها
وكانت بها كل ميّاسة ال ... قوام تجرجر أردانها
قتول مطول متى واعدت ... وصالا تواليه ليّانها
يزين محاسنها حليها ... إذا حلي غانية زانها
فما بالها هجرت وصلها ... وقد واصلت فيّ هجرانها
فإن يك خيّرها كاشح ... بسلوة مثلي فقد كانها
أألزم نفسي لها سلوة ... وهل تغلب النّفس شيطانها
وأنشدني كامل لنفسه يمدح رجلًا يكنى ابا سالم، وجعل كنيته أول الأبيات: ] من الكامل [
أتظنني لقديم عهدك ناسي .. لا واعتدال قوامك الميّاس
بي منك داء جلّ عن تحديده ... وصف وقصّر عنه كل قياس
والله لو عاينتني لرثيت لي ... من عظم وجد في هواك أقاسي
سقمي لسقم جفونك المرضي التي ... ملئت بسحر قاتل ونعاس

الصفحة 18