كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 5)

فقام وقد نلت منه الذي ... أؤمّله غير فعل السّفاح
وما كان ذلك من عفّة ... ولكنّني كنت ندّ السلاح
وأنشدني لنفسه في غلام أصفر: [من المنسرح]
لا تحسبو أنّ لون صفرته ... لمّا تبدّي لأجل علّته
وإنما خوف نار من قتلت ... مقلته ظاهر بوجنته
وقال يمدح الملك المنصور: [من الرمل]
علّها بعد الجفا والسخط ترضى ... من لها صيّرت صحن الخدّ أرضا
غادة لولا هواها لم اكن ... بعد عزّي راغما بالذّل أرضى
إن يكن قد هجرت من بعد ما ... وصلت واستبدلت بالحبّ بغضا
قد سلبت القلب مني فاتركي ... بعض ما ابقيته يتبع بعضا
أيرجّى أن يداوى مرض ... من جفون حشوهنّ السّحر مرضى
هب يعيد لي أيامًا مضت ... وليال طيبها عنّي تقضّى
كان قرضا صفو عيشي بكم ... وأري الأيّام لا تمهل قرضا
قل لمن يفلي الفيافي دائبًا ... للمهارى القود بالإساد أنضا
زر حمى أرض حماة مادحًا ... ملكًا حثّ على الفضل وحضّا
وانزلن مغناة تحظى بالغنى ... وارفضن قصد ملوك الأرض رفضا
فهناك البأس تلقى والنّدى ... والعلا محروزةً والمجد محضا
ملك مدح سواه سنّة ... وعلينا مدحه أصبح فرضا
خير من يمّمته في أزمة ... إن نبا دهرًا أو خصمك كضّا
طاهر العنصر منهلّ النّدى ... لم يعوّد كفّه المبسوط قبضا
صائن بالبذل عرضا وافرًا ... لا لمن يبذل دون العرض وفرا
فلكم أرضى البرايا ظاهرًا ... مثل ما لله في الخلوة أرضى
أيّها المنصور يا من كفّه ... لم تزل راحضة الأعدام رحضا
وغدا الساحل يعنو صاغرًا ... لك لمّا جئته بالخيل ركضا

الصفحة 20