كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 5)

ولو استطاعت أو درت لمسيره ... كانت زيارتها إلهي تسبق
مولاء خذها حرَّةً عربيَّةً ... يعشي النَّواظر نورها المتألِّق
جرَّت جريرًا والفرزدق خلفها ... وعلت على أرق ومثلي يأرق
ما سقتها إلَّا لسوق فضائل ... في مثلها درر المعاني تنفق
فاخلد وسيفك فالقٌ هام العدا ... أبدًا وصيتك في المسامع فيلق
لا الدَّهر يقعد عن مرادك في الورى ... يومًا ولا لأسير حبِّك مطلق
وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه في السلطان الملك الأشرف- أعّز الله نصره- يعارض بها قصيدة ابن النبيه التي أوَّلها: [من الرجز]
(يا طيف يا أكرم ضيف قد طرق) ... .........................
/ 181 أ/ ما طبعوا سيوفهم من الحدق ... إلَّا لأنَّها أحدُّ وأدق
فواتر بواترٌ ما رمقت ... قطُّ فأبقت للمحبِّين رمق
كم أودعت يوم الغرام لوعةً ... لهيبها لو لمس الماء احترق
ترى هم رقُّوا لما لقيته ... بعدهم من الفراق والفرق
يكذِّبون ما ادَّعيت من هوىً ... وشاهد الحال لدعواي صدق
أنفقت عمري في انتظار وصلهم ... فضاع ما أنفقته ما اتَّفق
وابأبي من جمعت وجنته ... ماءً ونارًا وصباحًا وغسق
كأنَّما في قسمات وجهه ... بين مسائين ابتسامات فلق
ريمٌ له قلوبنا مراتعٌ ... غصنٌ له ملابس الحسن ورق
ذو هيف كيف أطاق خصره ... حمل الَّذي رصِّع فيه من حدق
أسهرني ونام ملء جفنه ... موسَّدًا من الفؤاد ما خفق

الصفحة 240