كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 5)
بأبي من وجه لي روضةٌ ... أنبت الحسن بها كلَّ الملح
نصبت عيناه قلبي شركًا ... صادتا طرفي به لمَّا لمح
سلَّم الحسن إليه فانتقى ... منه ما اختار فؤادي واقترح
زارني واللَّيل ..... فلو ... لم يلح برق الثَّنايا ما افتضح
أيُّ بدرٍ لاح من أفق قبًا ... وغزالٍ غير وحشينٍّ سنح
سمت منه قلبةً في فمه ... كان في النَّوم بها الطَّيف سمح
وتعمَّدت يمينًا برَّةً ... أنَّ أسرار هواه لم تبح
فأدار اللَّحظ عنِّي معرضًا ... قاتل الله فؤادي ما ألح!
كلَّما استعطفته أنشدني: ... (صلح النَّاس وهذا ما صلح)
قال: وأنشدني لنفسه صدر كتاب: [من الطويل]
وأحسن ما في جود كفِّك أنَّه ... أتاني ولم أشعر بأنَّك فاعله
/ 182 ب/ فقلت له من أين جئت؟ فقال لي: ... أتيتك ممن يخجل السُّحب نائله
من المبتدي بالمكرمات عبيده ... ولم يسع عافيه ولم يشق سائله
وقال؛ وكتب إليه تاج الدين بن الكعكي صاحب ديوان الجيش يطلب منه ورقًا: [من الرجز]
يا من نداه قد فهق ... فوجوده مثل الوهق
أمنن عليَّ بالورق ... فكما مننت بالورق
أفنت بالفضل أحق
فأجابه مرتجلًا: [من الرجز]
يا من إلى الفضل سبق ... بشكرك الدَّهر نطق
من درًّة خلقت والنَّاس جميعًا من علق
أنت بما وصفته ... من سائر النَّاس أحق
قد سيَّر الخادم ما ... أمكنه من الورق