كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 5)
لو كنت تسمع ما أقول وقوله .. لعجبت من ذلّي له ودلاله
شدّ الرّحال فخلذ عقد تصبّري ... لما سرت أجماله بجماله
وقال أيضا: ] من الكامل [
خلّ الخليقة والوزير ولذ بمن ... أمر الخليفة والوزير إليه
وإذا أردت صلاح شأنك فاعتمد ... في كلّ أمر ترتجيه عليه
وسأله بعض حظايا الوزير عضد الدين ابن رئيس الرؤساء؛ أن يعمل أبياتًا يكتبها علي قميص أصفر،
فعمل ونقشها علي القميص، فرآه الوزير، فنال منه بذلك السبب خيرًا كثيرًا، وهذه الأبيات:
] من البسيط [
أنظر إلى لابسي أنظر إليّ وكن ... من مثل ما حلّ بي منه على خطر
هذا اصفراري يراه الناظرون وما ... في القلب من حبّه يخفي عن البصر
أمرت في خلعه بالليل لي كمدًا ... لدي انتظاري وصال منه في البحر
أقول عجبًا إذا مارام يلبسني ... ما كنت أطمع أن أعلو علي القمر
وله يقتضي وعدًا، وأنشدنيه الشيخ أبو عبد الله: ] من الخفيف [
لست أستقبح أقتضاءك بالوع ... د وإن كنت سيّد الكرماء
فإله السماء قد ضمن الرّز ... ق عليه ونقتضي بالدعاء
وقال أيضا، وأنشدنيه عنه الشيخ أبو عبد الله: ] من الكامل [
والله ما حبّ النّبيّ وآله ... من كان يوما للصّحابة مبغضا
أقسمت لو ملك يناقص واحدًا ... منه لكان الله عنه معرضا
وقال في عماه، وأنشدنيه عنه أبو عبد الله: ] من السريع [
قد سرّني دهري وما ساءني ... بفقد عينيّ بلي أنعما
أذهله سمعي لأخبارهم ... يجعل قلبي بالأسي مفعما
لو كنت ذا عين وأبصرتهم ... لكان أشهي ما إليه العمى
الصفحة 29
376