كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 5)
كان يضرب به المثل في الشجاعة، وكان له من جملة المماليك مائة خادم، فيهم جماعة أمراء.
توفي صواب المذكور في سنة اثنتين وثلاثين وست مائة.
2917 - [ابن الفارض] (1)
عمر بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، الشيخ العارف، المعروف بابن الفارض-بالفاء والراء بين الألف والضاد المعجمة-وهو الذي يكتب الفروض للنساء على الرجال.
له ديوان شعر لطيف، وأسلوبه فيه ينحو منحى الفقراء.
كان رجلا صالحا، كثير الخير، على قدم التجرد، حسن الصحبة، محمود العشرة، يقال: إنه ترنّم يوما في خلوته بقول الحريري: [من مجزوء الرجز]
من ذا الذي ما ساء قط … ومن له الحسنى فقط
فسمع قائلا يقول-لا يرى شخصه-:
محمد الهادي الذي … عليه جبريل هبط
وكان يقول: عملت في النوم بيتين، وهما: [من مجزوء الكامل]
وحياة أشواقي إلي … ك وحرمة الصبر الجميل
لا أبصرت عيني سوا … ك ولا صبوت إلى خليل (2)
ومن نظمه الفائق: [من الطويل]
فإن شئت أن تحيا سعيدا فمت به … شهيدا وإلا فالغرام له أهل
فمن لم يمت في حبه لم يعش به … ودون اجتناء النحل ما جنت النحل
_________
(1) «التكملة لوفيات النقلة» (3/ 388)، و «وفيات الأعيان» (3/ 454)، و «سير أعلام النبلاء» (22/ 368)، و «تاريخ الإسلام» (46/ 109)، و «العبر» (5/ 129)، و «مرآة الجنان» (4/ 75)، و «طبقات الصوفية» للمناوي (2/ 495)، و «شذرات الذهب» (7/ 261).
(2) «ديوان ابن الفارض» (ص 182)، وفيه: (وتربة الصبر)، (ما استحسنت عيني سواك).