كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 5)

قرأ على أبيه وغيره، وأخذ عن القاضي الأثير، وعن الإمام محمد بن سعيد مؤلف «المستصفى».
وعنه أخذ الشريف أبو الجديد، ومحمد بن عمر المعروف بالزيلعي، والفقيه حسين العديني (1)، وأبو السعود بن الحسن وغيرهم.
وأظنه ولي القضاء بعدن، وكان فقيها نبيها بارعا محققا.
وله عدة أولاد، منهم إسماعيل، كان فاضلا، ولم تزل خطابة عدن بأيدي ذريته حتى انقرضوا لبضع وسبع مائة.
ولم يذكر الخزرجي تاريخ وفاته ولا مكانه، وذكرته في هذه الطبقة ظنا.

2773 - [أبو محمد المنجوي] (2)
سعد بن سعيد بن مسعود أبو محمد المنجوي.
كان رجلا صالحا، فقيها محققا، وشاعرا مفلقا، وخطيبا مصقعا مع صلاح نية، وحسن طوية، ولذلك أحبه الحبوضيون الذين ولوا ظفارا بعد المنجويين، وكانوا يقولون بمشورته، وزر لأحمد بن محمد الحبوضي، ثم لابنه إدريس، وفي أيامه خرج إلى مكة، ومنها إلى دمشق، وتوفي هنالك.
وله شعر رائق، وغالبه في التجنيس، ومنه: [من مجزوء الكامل]
يا من يعفّي دائما … بالحبر آثار المساطر
انسخ فديتك مصبحا … وعن النساخة بالمساطر
كان أخذه للعلم عن أبي بكر ابن أبي ماجد.
ولم أقف على تاريخ وفاته، وإنما ذكرته هنا تبعا للقاضي إبراهيم القريظي؛ فإن المنجوي يروي «الخطب النّباتية» عن القريظي المذكور بروايته لها عن الحسن الصغاني، وأظنه اجتمع بالقاضي إبراهيم القريظي بعدن، والله سبحانه أعلم.
_________
(1) في «طراز أعلام الزمن» (1/ 10): (العدني).
(2) «السلوك» (2/ 471)، و «طراز أعلام الزمن» (1/ 466)، و «تحفة الزمن» (2/ 443)، و «جواهر تاريخ الأحقاف» (2/ 121)، و «تاريخ ثغر عدن» (2/ 90).

الصفحة 35