كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 5)
-الماراني-براء بين ألفين، ونون بعد الثانية، نسبة إلى ماران-ضياء الدين، مصنف «الاستقصاء لمذاهب الفقهاء» شرح «المهذب».
كان من أعلم الفقهاء في وقته بمذهب الإمام الشافعي، قرأ ومهر في فروع المذهب وأصوله، وشرح «المهذب» شرحا لم يسبق إلى مثله في نحو عشرين مجلدا سماه:
«الاستقصاء»، وبلغ فيه إلى (الشهادات)، ولم يكمله، وشرح «لمع الشيخ أبي إسحاق الشيرازي» في أصول الفقه شرحا مستوفى في مجلدين وغير ذلك.
أنشأ الأمير جمال الدين الهكّاري مدرسة في القاهرة ووقفها عليه، وفوّض تدريسها إليه، ولم يزل بها إلى أن توفي.
وفوض إليه السلطان صلاح الدين القضاء بالديار المصرية.
وهو في نسبه راجع إلى ابن عبدوس.
توفي سنة اثنتين وست مائة بعد أن نيف على الثمانين (1)، ودفن بالقرافة الصغرى.
2735 - [أبو مروان الحضرمي] (2)
الإمام العلامة أبو الحسن علي بن أحمد أبو مروان الحضرمي (3)، شيخ الشيخ الفقيه محمد بن علي باعلوي في علم الشريعة، وصاحب الفتاوى العظيمة، والمصنفات المفيدة.
لم أقف على تاريخ وفاته، والظاهر أنه توفي في أواخر المائة السادسة، أو أوائل المائة السابعة (4)؛ فإنه لما حلق تلميذه الفقيه محمد بن علي رأسه، وسلك مسلك الصوفية، ولبس الخرقة المدينيّة من الشيخ عبد الله المغربي .. أنكر عليه شيخه أبو الحسن المذكور ذلك وهجره، ولم يزل مهاجرا له إلى أن توفي الفقيه أبو الحسن علي أبو مروان، وذلك في مبادئ تصوف الشيخ الفقيه محمد بن علي، والله سبحانه بحقيقة الأمر أعلم.
_________
= و «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 337) و «البداية والنهاية» (13/ 130) و «غربال الزمان» (ص 488)، وفي «وفيات الأعيان» (3/ 242) و «الوافي بالوفيات» (19/ 503) و «شذرات الذهب» (7/ 14): (الهذباني).
(1) في «البداية والنهاية» (13/ 130): توفي سنة (622 هـ).
(2) «السلوك» (2/ 463)، و «طراز أعلام الزمن» (2/ 225)، و «البرقة المشيقة» (ص 97)، و «تاريخ شنبل» (ص 83)، و «تاريخ حضرموت» للحامد (2/ 656).
(3) (أبو مروان): هو لقب له، كما نبه عليه في «السلوك» (2/ 463).
(4) في «تاريخ شنبل» (ص 83) و «تاريخ حضرموت» للحامد (2/ 656): توفي سنة (624 هـ).
الصفحة 8
592