كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 5)

وقد جاء مثله لبعض أهل العصر: المتقارب
بعَادُكمُ في قَرارِ القُلوبِ ... أضْرَمَ نَاراً تُسَمَّى هُلوعَا
وهَجْرُكُمُ من سَماءِ العيونِ ... أسَالَ نُفوساً تُسَمّىَ دُموعَا
وأما الاسم فأصله: سمو، لأن كل معرب على حرفين فإنما أصله ثلاثة نحو: يد، ودم، وفم، وفيه لغات: اسم بالحذف وبالتعويض، وسِم وسُم بلا تعويض، وسما على الأصل من غير حذف.
وقوله: الطويل
يَتِيهُ الدَّقيقُ الفِكْرِ في بُعْدِ غَورِه ... ويَغْرَقُ في تَيَّارِه وهو مِصْقَعُ
قال: المصقع: البليغ الفصيح لأنه يأخذ في كل صقع من القول، والدقيق الفكر: الفهم الفطن. . . . . .، وهذا هو الرواية الصحيحة بالألف واللام في الدقيق، مع الإضافة إلى الفكر، وهو جائز في أسماء الفاعلين كالحسن الوجه، ومن روى: دقيق الفكر جعل الدقة نعتا للفكر؛ أي: يتيه الدقيق من الأفكار، والأول أجود، ليكون نعتا للرجل كأنه قال: يتيه الرجل الدقيق الفكر؛ ألا تراه يقول: وهو مصقع، وهذا نعت للرجل لا للفكر.

الصفحة 29