كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 5)

وأقول: إن قوله: لامتلاء كل قلب بالفرح، لا يكون فيه موضع للعشق ليس بشيء! وإنما غره بذلك ذكر الصبابة، فوهم إنها من العشق. والصبابة، وهي رقة الشوق، تكون من العشق وغيره. والمعنى أن الممدوح لما غاب عن ذلك البلد، حصل عند الناس غم لغيبته، وشوق شديد إليه، فلما عاد تجدد عندهم فرح أزال الغم والشوق لأنهما إنما حدثا بسبب بعده.
وقوله: البسيط
دَخَلْتَها وشُعَاعُ الشمس مُتَّقِدٌ ... ونُورُ وَجْهِكَ بين الخَيْلِ باهِرُهُ
قال: يقول: دخلت هذه البلدة في إشراق الشمس حين توقد ضياؤها، ونور وجهك قد بهر ضوء الشمس؛ أي: غلبه.
وأقول: إنه لم يُفسر معنى قوله: بين الخيل ولا بد له من فائدة. والمعنى إنه كان بين الخيل، وهي تُثير النقع، فلابد أن يعلو وجهه غباره فيؤدي إلى أن يستر من نوره، وهو مع ذلك يبهر شعاع الشمس، أي: يغلبها بكثرة ضيائه.
وقوله: الطويل
عَزِيزُ أسىً مَنْ داؤه الحَدَقُ النُّجْلُ ... عَيَاءٌ به ماتَ المُحِبُّون من قَبْلُ

الصفحة 38