كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 5)

قال: النجل: جمع أنجل، وهو الواسع العين.
وأقول: النجل: جمع نجلاء، وهي العين الواسعة، وقد قال: الكامل
مَثَّلْثِ عَيْنَكِ في حَشَايَ جراحَةً ... فتشابَهَا كِلْتَاهُمَا نَجْلاءُ
ولم يرد جمع انجل، ويدل عليه قوله: الحدق النجل، أي: العيون.
وقوله: الطويل
وما هِيَ إلاَّ نَظْرَةٌ بعد نَظْرةٍ ... إذا نَزَلَتْ في قَلْبِهِ رَحَلَ العَقلُ
قال: هي كناية عن لحظات العاشق.
يقول: ما هي إلا أن يلحظ مرة بعد أخرى، فإذا تمكنت النظرة من قلبه زال عقله لأن الهوى والعقل لا يجتمعان.
وأقول: إن هي محتمل أن تكون كناية عن الصبابة ويدل عليها الهوى قبلها. ويحتمل أن تكون ضميرا راجعا إلى الحدق للمبالغة؛ كأنه يقول: ما الحدق النجل إلا نظرات متتابعة تعقب الهوى فتزيل العقل.
وقوله: الطويل
رأيتَ ابنَ أمِّ المَوْتِ لو أنَّ بأسَهُ ... فَشَا بينَ أهْلِ الأرضِ لانقَطَعَ النَّسْلُ!

الصفحة 39