كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 5)

تَعَجَّلَ فيَّ وُجُوب الحُدودِ ... وحَدِّيَ قبلَ وجُوب السُّجودِ
قال: يريد أتعجل؟ الاستفهام، وحذف الهمزة.
وأقول: هذا فيمن روى تعجل بفتح التاء والعين وضم اللام، وجعل وجوب الحدود مفعولا به منصوبا.
والأكثر أن يُجعل تعجل فعل ما لم يُسم فاعله ووجوب مرفوعا به.
وروي: تَعجل فعلا ماضيا ووجوب، مرفوعا، فاعله.
والوجه الذي ذكره أضعف الوجوه الثلاثة لإضمار همزة الاستفهام وحذفها من غير دليل عليها. ومعنى البيت قد ذكره عن ابن جني، والأجود ما ذكرته هناك.
وقوله: الوافر
أبا عبد الإلهِ مُعَاذُ إني ... خَفِيُّ عنك في الهَيْجَا مُقَامي
قال: يقول: يخفى عليك مقامي في الحرب لأني مختلط بالأبطال، ملتبس بالأقران بحيث لا تراني.
وأقول: المعنى غير ذلك، وهو: إنك جاهل بي لا تعلم عنائي وبلائي في الحرب، فأنت تقيدني وتعظم ما أطلبه لتثبطني عن السعي فيه، وما بعده يدل عليه.

الصفحة 47