19 - باب إِقْبَالِ المَحِيضِ وَإِدْبَارِهِ
وَكُنَّ نِسَاءٌ يَبْعَثْنَ إلَى عَائِشَةَ بِالدُّرْجَةِ فِيهَا الكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ، فَتَقُولُ: لَا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ القَصَّةَ البَيْضَاءَ. تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنَ الحَيْضَةِ (¬1).
هذا الأثر ذكره مالك في "الموطأ"، فقال: عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه مولاة عائشة أنها قالت: كان النساء يبعثن إلى عائشة بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة من دم الحيض يسألنها عن الصلاة، فتقول لهن: لا تعجلن حتى ترين القّصَّة البيضاء. تريد الطهر من الحيضة (¬2).
قال أبو محمد بن حزم: خولفت أم علقمة بما هو أقوى من روايتها (¬3).
قلت: وأم علقمة اسمها مرجانة، كذا سماها ابن حبان في "ثقاته" (¬4)، وقال العجلي: مدنية تابعية ثقة (¬5).
والدرجة: بضم الدال المهملة وسكون الراء، وقيل: بكسر الدال وفتح الراء، وعند الباجي بفتحهما (¬6)، وهي بعيدة عن الصواب كما قاله صاحب "المطالع".
وقال ابن بطال: رواية أصحاب الحديث الثاني يعنون بذلك جمع (دِرَج)، وهو الذي يجعل فيه النساء الطيب، وأهل اللغة ينكرون ذلك
¬__________
(¬1) سيأتي باقي التعليق بعد صفحتين، وبعده حديث الباب.
(¬2) رواه مالك ص 60 برواية يحيى.
(¬3) "المحلى" 2/ 166.
(¬4) "الثقات" لابن حبان 5/ 466.
(¬5) "معرفة الثقات" للعجلي 2/ 461 (2364).
(¬6) "المنتقى" 1/ 188.