كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 5)

ويقولون: أما الذي كنَّ يبعثن به الخرق فيها القطن، كنَّ يمتحنَّ بها أمر طهرهن. واحدتها دُرْجة بضم الدال وسكون الراء (¬1).
والكُرسُف بضم السين مع الكاف: القطن، ويقال له: الكرفس، على القلب.
واختير القطن لبياضه، ولأنه ينشف الرطوبة، فيظهر فيه من آثار الدم ما لا يظهر من غيره.
والقَصَّة -بفتح القاف، وحكى القزاز كسرها، والصاد المهملة -: الجص.
ومعناه هنا أن تخرج القطنة أو الخرقة التي تحتشي بها كأنها جصة لا تخالطها صفرة. وقيل: هو ماء أبيض يخرج آخر الحيض مثل الخيط، وفي "محيط" الحنفية: القَصَّة: الطين الذي يغسل به الرأس، وهو أبيض يضرب إلى الصفرة.
وفسر مالك، القَصَّة بقوله: تريد بذلك الطهر (¬2) كما وقع في البخاري (¬3).
وقال الخطابي: تريد النقاء التام (¬4). وقال ابن وهب في "تفسيره": رأت الأبيض -القطن- (¬5) كأنه هو، وقال ابن أبي سلمة: إذا كان ذلك نظرت المرأة إلى مثل ريقها في اللون. وقال مالك: سألت النساء عن القصة البيضاء، فإذا ذلك أمر معلوم عند النساء يرينه عند الطهر.
¬__________
(¬1) "شرح ابن بطال" 1/ 447.
(¬2) "الموطأ" ص 60 برواية يحيى.
(¬3) معلقًا قبل حديث (320) كتاب الحيض، باب: إقبال المحيض وإدباره.
(¬4) "أعلام الحديث" 1/ 325.
(¬5) في "عمدة القاري" 3/ 204: القطن الأبيض؛ ليعلم.

الصفحة 102