كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 5)

وهي حائض (¬1).
ثم ذكر البخاري أيضًا حديثًا ثانيًا فقال:
حَدَّثنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى نَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابن جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ أَخْبَرَنِي هِشَامٌ بن عروة، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سُئِلَ أَتَخْدُمُنِي الحَائِضُ أَوْ تَدنُو مِنِّي المَرْأَةُ وَهْيَ جُنُبٌ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: كُلُّ ذَلِكَ هَيِّنٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ تَخْدُمُنِي، وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ فِي ذَلِكَ بَأْسٌ، أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهِيَ حَائِضٌ، وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ فِي المَسْجِدِ مُجَاوِرٌ، يُدْنِي لَهَا رَأْسَهُ وَهْيَ فِي حُجْرَتِهَا، فَتُرَجِّلُهُ وَهْيَ حَائِضٌ.
وهشام هذا هو الصنعاني قاضيها مات نحو المائتين (¬2) (¬3).
وإبراهيم هو الرازي الفراء الحافظ شيخ (البخاري ومسلم وأبي داود)، ومن بقي بواسطة (¬4).
¬__________
(¬1) "المصنف" 1/ 184 (1212) ووقع فيه: عن منبوذ، عن أمه، بدل ميمون، وكذا وقع أيضًا في "شرح ابن بطال" 1/ 412، "عمدة القاري" 1/ 157 منبوذ، وهو الصواب، ففي "تهذيب الكمال" 11/ 177 - 182 أن سفيان بن عيينة يروي عن منبوذ بن أبي سليمان المكي، وليس له رواية عن راوٍ يسمى ميمون، وفي ترجمة منبوذ هذا في "تهذيب الكمال" 28/ 488. قال المزي: روى عن أمه عن ميمونة. ورواه مسلم (297/ 10) عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.
(¬2) قال ابن معين: لم يكن به بأس، وقال العجلي: ثقة. وقال أبو حاتم: ثقة متقن.
انظر تمام ترجمته في: "طبقات ابن سعد" 5/ 548، "التاريخ الكبير" 8/ 194 (2675)، "ثقات العجلي" 2/ 333 (1911)، "الجرح والتعديل" 9/ 70 (271)، "تهذيب الكمال" 30/ 265 (6592).
(¬3) ورد بهامش (س) ما نصه: في "الكاشف" سنة 197 هـ.
(¬4) يقصد المصنف أن البخاري ومسلم وأبا داود يروون عن إبراهيم بن موسى مباشرة بدون واسطة، كما هو حديث الباب، ومن بقي، أي من أصحاب الكتب الستة، وهم الترمذي والنسائي وابن ماجه، يروون عنه بواسطة.

الصفحة 18