قال: وهذِه تفاريق لا دليل على صحتها. هذا آخر كلامه (¬1)
وفيه نظر، فقد صح فيها حديث عمرو بن حزم السالف صححه ابن حبان، والحاكم (¬2).
¬__________
(¬1) "المحلى 1/ 83 - 84.
(¬2) ابن حبان 14/ 501 - 515 (6559)، والحاكم 1/ 395 - 397، وهو جزء من حديث روياه مطولًا. ورواه أيضًا الدارمي 3/ 1455 (2312)، والطبراني في "الأحاديث الطوال" (56)، والدارقطني 1/ 122، و 2/ 285، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (571 - 572)، والبيهقي في "سننه" 1/ 87 - 88، و 1/ 309، و 4/ 89 - 90، وفي "الشعب" 2/ 380 (2111)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 397، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 22/ 305 - 308، و 45/ 481 - 483، وابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 165 (160)، والمزي في "تهذيب الكمال" 11/ 419 - 422 جميعًا من طريق يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه عن جده، مرفوعًا به.
واختلف في ام سليمان هذا، هل هو ابن داود أم غيره؟
قال الدارمي: أحسبه كاتبًا من كتاب عمر بن عبد العزيز، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي، قلت له: من سليمان هذا؟ قال أبي: من الناس من يقول: سليمان بن أرقم، وقد كان قدم يحيى بن حمزة العراق، فيرون أن الأرقم لقب، وأن الاسم داود، ومنهم من يقول: سليمان بن داود الدمشقي، شيخ ليحيى بن حمزة، لا بأس به، فلا أدري أيهما هو، وما أظن أنه هذا الدمشقي، ويقال: إنهم أصابوا هذا الحديث بالعراق من حديث سليمان بن أرقم. اهـ. "العلل" 1/ 222 (644) بتصرف.
والحديث رواه النسائي 8/ 59 عن محمد بن بكار بن بلال، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سليمان بن أرقم. قال: حدثني الزهري ... به. لكن ليس فيه قوله: "لا يمس القرآن إلا طاهر"، ثم قال: وهذا أشبه بالصواب والله أعلم. وسليمان بن أرقم متروك الحديث.
قلت: فهذا تصريح بأنه سليمان بن أرقم. وأغرب ابن حبان فقال: سليمان بن داود هذا هو الخولاني، من أهل دمشق، ثقة مأمون، وسليمان بن داود اليمامي لا شيء، وجميعًا يرويان عن الزهري. وترجم ابن عدي لسليمان بن داود الخولاني هذا في "الكامل" 4/ 268 - 270 (747). وروى عن ابن معين أنه سئل عن حديث =