كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 5)

وله شاهد من حديث عثمان بن أبي العاص (¬1)، ومعاذ (¬2)، وثوبان
¬__________
= و 2/ 477، واللالكائي (575)، وابن حزم 1/ 83 - 84، والبيهقي 1/ 88 و 90 من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن يزيد، به. قال الدارقطني: رواته ثقات، وكلها صحاح، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(¬1) رواه الطبراني 9/ 44 (8336) من طريق عن المغيرة بن شعبة قال: قال عثمان بن أبي العاص ... الحديث.
ورواه ابن أبي داود في "المصاحف" ص 212 من طريق عن القاسم بن أبي بزة عنه.
وأورد الهيثمي حديث الطبراني وقال: فيه إسماعيل بن رافع، ضعفه يحيى بن معين والنسائي، وقال البخاري: ثقة مقارب الحديث. "المجمع" 1/ 277. وأورده المصنف في "البدر" 2/ 504 حديث ابن أبي داود. وقال: هو منقطع؛ لأن القاسم لم يدرك عثمان، وضعيف؛ لأن في إسناده إسماعيل بن مسلم المكي، وقد ضعفوه وتركه جماعة.
وقال الحافظ في "التلخيص" 1/ 131: في إسناد ابن أبي داود انقطاع، وفي رواية الطبري من لا يعرف.
(¬2) أورده السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 233، والشوكاني في "فتح القدير" 5/ 231 وعزواه لابن مردويه. ووقفت على حديث آخر رواه ابن عدي في "الكامل" 1/ 511، والجورقاني في "الأباطيل" 1/ 369 (358)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 362 (939) من طريق إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن نور، عن خالد بن معدان، عن معاذ قال: قلنا: يا رسول الله، أنمس القرآن على غير وضوء؟ قال: "نعم، إلا أن نكون على الجنابة". قال: قلنا: يا رسول الله، فقوله: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)} قال: "يعني: لا يمس ثوابه إلا المؤمنون". قال: قلنا فقوله: {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78)} قال: "مكنون من الشرك ومن الشياطين". وهذا الحديث ضعيف جدًّا، بل موضوع. قال ابن عدي: إسماعيل بن أبي زياد هذا، عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه إما إسنادًا وإما متنًا. وقال الجورقاني: حديث موضوع باطل لا أصل له، لم يروه عند نور غير إسماعيل بن أبي زياد وهو متروك الحديث. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا بارك الله فيمن وضعه، فما أقبح هذا الوضع.

الصفحة 33