ومنها: حديث علي مرفوعًا: "يا على لا تقرأ القرآن وأنت جنب" رواه الدارقطني (¬1).
وقال ابن مسعود: وكان يُقرئ رجلًا فكف عنه. قال له: مَالَكَ؟ قال: إنك بلت. أي: لست بجنب (¬2).
وبه قال الشعبي، والأسود، وإبراهيم، وأبو وائل، وروي عن عمر، وعلي، والحسن، وقتادة (¬3).
وهو قول أكثر العلماء من الصحابة فمن بعدهم كما نقله البغوي في "شرح السنة" (¬4).
وبه قال أبو حنيفة (¬5)، والشافعي (¬6) وأحمد (¬7)، وأجاز مالك للحائض القراءة القليلة استحسانًا لطول مقامها (¬8) وعنه الإباحة مطلقًا (¬9)، وأباحَهُ قوم، وكان ابن عباس لا يرى بالقراءة للجنب بأسًا كما سيأتي عن البخاري (¬10).
¬__________
(¬1) الدارقطني 1/ 118 - 119. قال الزبيدي في "إتحاف السادة" 3/ 97: فيه أبو نعيم النخعي وهو كذاب. ترجمه الحافظ في "التقريب" (4032) فقال: صدوق له أغلاط، أفرط ابن معين فكذبه، وقال البخاري: هو في الأصل صدوق. وشيخه أيضًا أبو مالك النخعي ضعيف، قال الحافظ في "التقريب" (8337): متروك.
(¬2) رواه ابن أبي شيبة 1/ 197 (1081).
(¬3) انظر هذِه الآثار في "المصنف" 1/ 97 (1080، 1082، 1087).
(¬4) "شرح السنة" 2/ 43.
(¬5) "مختصر اختلاف العلماء" 1/ 172، "البناية" 1/ 646 - 647.
(¬6) "الشرح الكبير" 1/ 293، "المجموع" 2/ 187.
(¬7) "المغني" 1/ 199 - 200.
(¬8) "التفريع" 1/ 212 - 213، "المنتقى" 1/ 345، "بداية المجتهد" 1/ 101 - 102.
(¬9) "النوادر والزيادات" 1/ 123، "المنتقى" 1/ 345.
(¬10) انظر: "الأوسط" لابن المنذر 2/ 99.