كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 5)
تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40] يشير إلى أن الآية عامة فيهما فيحتمل أن يستثبت منها المعنى لا سيما وقد ذكر الله النور في المشكاة والزجاجة: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ} [النور: 36]، الآية.
فاستدل أن الله يجعل لمن يسبح في تلك المساجد نورًا في قلوبهم، ونورًا في جميع أعضائهم، ونورًا بين أيديهم، ومن خلفهم في الدنيا والآخرة، فلما خرجا من عند الشارع في الليلة المظلمة أراهم بركة نبيه وكرامته بما جعل الله لهما من النور بين أيديهما يستضيئان به في ممشاهما مع الحديث السالف: "بشر المشائين" إلى آخر ما سلف، ويوقِنَا أن كذلك يكون ما وعدهم الله به من النور الذي يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يوم القيامة برهانًا لمحمد عليه الصلاة والسلام على صدق ما وُعِد به أهل الإيمان الملازمين للبيوت التي أذن الله أن ترفع (¬1).
وهذا هو عين الاحتمال السالف الذي أباده شيخنا احتمالا، وذكره آخر (...) (¬2) فذكره (¬3).
¬__________
(¬1) "شرح ابن بطال" 2/ 113 - 114.
(¬2) مقدار ثلاث كلمات في الأصل لم نتبين قراءتها.
(¬3) ورد بهامش (س): ثم بلغ في الرابع بعد الستين كتبه مؤلفه.
الصفحة 611
644