كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 5)

واللَّفْظُ لِوَاصِلٍ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيل، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأشجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ قَال: قَال رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "تَرِدُ عَلَيَّ أُمَّتِي الْحَوْضَ. وَأَنَا أَذودُ النَّاسَ عَنْهُ. كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ إِبِلَ الرَّجُلِ عَنْ إِبِلِه" قَالُوا: يَا نَبِيَّ الله، أَتَعْرِفُنَا؟ قَال: "نَعَمْ. لَكُمْ سِيمَا لَيسَتْ لأَحَدٍ غَيرِكُمْ. تَرِدُونَ عَلَى غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثارِ الوُضُوءِ، وَليُصَدَّنَّ عَنِّي طَائِفَةٌ مِنْكُمْ فَلَا يَصِلُونَ. فَاقُولُ: يَا رَبِّ، هَؤلاءِ مِنْ أَصْحَابِي. فَيُجِيبُنِي مَلَكٌ
ــ
وأتى بقوله (واللفظ) أي ولفظ الحديث الآتي الواصل (تورعًا من الكذب على أبي كريب (قالا حدَّثنا) محمَّد (بن فضيل) بن غزوان بمعجمتين الضبي مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفيّ صدوق عارف رمي بالتشيع من (٩) مات سنة (١٩٥) روى عنه في (٢٠) بابا (عن أبي مالك) سعد بن طارق بن أشيم (لأشجعي) الكوفيّ ثقة من (٤) (عن أبي حازم) سلمان الأشجعي مولى عزة الأشجعية الكوفيّ ثقة من (٣) (عن أبي هريرة) رضي الله عنه، وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون إلَّا أبا هريرة فإنَّه مدني، وغرضه بسوقه بيان متابعة محمَّد بن فضيل لمروان بن معاوية في رواية هذا الحديث عن أبي مالك الأشجعي، وفائدتها بيان كثرة طرقه (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ترد علي أمتي الحوض) أي عند الحوض يوم القيامة أو المعنى ترد أمتي الحوض حالة كونهم وافدين علي (و) الحال (أنا أذود) أي أمنع وأطرد (النَّاس) غيرهم (عنه) أي عن الحوض لئلا يزاحموهم (كما يذود) ويمنع (الرجل) صاحب الإبل في الدُّنيا (إبل الرجل) الآخر (عن) اختلاطها بـ (إبله) عند شربها لئلا تزدحم عليها (قالوا) أي قال الحاضرون عنده صَلَّى الله عليه وسلم (يا نبي الله أتعرفنا) يومئذٍ (قال) رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم (نعم) أعرفكم من بين الأمم (لكم سيما) أي لأنَّ لكم سيماء وعلامة تميزكم عن غيركم (ليست) تلك العلامة (لأحد غيركم) من الأمم السابقة لأنكم (تَرِدُون علي) عند الحوض، حالة كونكم (غرًا) أي بيض الوجوه (محجلين) أي بيض الأيدي والأرجل (من آثار) ماء (الوضوء وليُصَدن) بضم الياء وفتح الصاد والدال المشددة ونون التوكيد الثقيلة على صيغة المبني للمجهول أي والله ليُمْنَعن (عني) أي عن الوصول إلي عند الحوض (طائفة منكم) أي جماعة منكم أيتها الأمة أي تمنعهم الملائكة عن الورود علي (فلا يصلونـ) ـني (فأقول) أنا (يا رب هؤلاء) المصدودون (من أصحابي) أي من أمتي (فيجيبني ملك) من ملائكة الله سبحانه وتعالى، قال النواوي: هو هكذا بالباء

الصفحة 271