كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا أبُو الْمُتَوَكِّلِ؛ أَن ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ؛ أَنَّهُ بَاتَ عِندَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيلَةٍ. فَقَامَ نَبِيُّ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مِن آخِرِ اللَّيلِ. فَخَرَجَ فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ. ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ فِي آلِ عِمْرَانَ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ}، حَتَّى بَلَغَ: {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: ١٩٠، ١٩١] ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيتِ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضأ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى،
ــ
ومحمد بن واسع في الحج، وسعيد بن مسروق في الضحايا والحسن البصري، ويروي عنه (م د س) وأبو نعيم وعبيد الله بن عبد المجيد ووكيع وابن عيينة وروح بن عبادة وابن المبارك وابن مهدي قال ابن المديني: روى نحوًا من ثلاثين حديثًا، وثقه أبو حاتم والنَّسائيُّ وأحمد ويحيى وأبو زرعة، وقال في التقريب: ثقة من السادسة (حدَّثنا أبو المتوكل) علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد بضم الدال بعدها واو بهمزة الناجي بنون وجيم البصري من بني سامة بن لؤي، روى عن ابن عباس في الوضوء، وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله في البيوع، ويروي عنه (ع) وإسماعيل بن مسلم وعاصم الأحول وسليمان الربعي وبشير بن عقبة والمثنى بن سعيد وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية وقتادة وثابت، قال ابن المديني: ثقة مشهور بكنيته له خمسة عشر حديثًا (١٥) وقال في التقريب: ثقة من الثالثة مات سنة (١٠٨) ثمان ومائة، وقيل قبل ذلك (أن) عبد الله (بن عباس) بن عبد المطلب الهاشمي حجر الأمة وترجمان القرآن رضي الله تعالى عنهما المدني المكيِّ الطائر، وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم بصريان وواحد طائفي وواحد كوفي وواحد كسي (حديثه) أي حدث لأبي المتوكل (أنه) أي أن ابن عباس (بات) أي نام (عند النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم) في بيت خالته ميمونة بنت الحارث الهلالية (ذات ليلة) أي ليلة من الليالي فلفظة ذات مقحمة ليحفظ كيفية صلاته صَلَّى الله عليه وسلم في الليل (فقام) أي استيقظ (نبي الله صَلَّى الله عليه وسلم من آخر الليل) أي في بعض ساعات آخر الليل (فخرج) من بيته (فنظر في السماء) ليتفكر في مخلوقاتها (ثم تلا) أي قرأ صَلَّى الله عليه وسلم بعد الاستياك (هذه الآية) الآتية المثبتة (في) سورة (آل عمران) التي هي قوله تعالى ({إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}) وما فيهما من العجائب ({وَاخْتِلَافِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ}) بالمجيء والذهاب والزيادة والنقصان {لآيَاتٍ} أي لدلالات على قدرته تعالى {لِأُولِي الْأَلْبَابِ} أي لذوي العقول الكاملة أي قرأها (حتَّى بلغ) أي وصل قوله تعالى ({فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ ثم قام فصلَّى)

الصفحة 296