كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 5)

الذي يريد أن يستنبطَ منه الحكم؛ لأنه مُقتضَى صناعتِهِ، فيحتاج إذاً إلى ذكر الطريقين معاً، أعني: مَنْ أخرج هذا الحديث، ومن أخرج هذا اللفظَ المحتجَّ به؛ لأن كتابنا هذا كتابُ احتجاجٍ، واعتماد على الألفاظ.
أما أصلُ الحديث: فقد اتفق الشيخان؛ البخاري ومسلم على إخراجه من حديث الأعمش، عن أبي وائل، ثم من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، وانفرد البخاريُّ برواية شعبةَ (¬1)، وحفصِ بن غياثٍ، عن الأعمشِ (¬2)، ومسلمُ برواية عبدِ الواحدِ بن زيادٍ، عن الأعمشِ (¬3).
وفي الألفاظ خلاف بالزيادة والنقص، وأما هذه اللفظة التي هي لفظةُ: "ثم يمسح بها وجهه" فهي عند البخاري من رواية محمد بن سلام، عن أبي معاوية (¬4).
ومسلم أخرج الحديث عن يحيى بن يحيى، وأبي بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، عن أبي معاوية، وذكر ما يدل على أن اللفظ لأبي بكر، وفيه: "ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة، ثم مسح الشمال على اليمين، وظاهرَ كفَّيه ووجههِ" (¬5).
¬__________
(¬1) رواه البخاري (338)، كتاب: التيمم، باب: إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت، أو خاف العطش، تيمم.
(¬2) برقم (339) كما تقدم.
(¬3) رواه مسلم (368/ 111)، كتاب: الحيض، باب: التيمم.
(¬4) برقم (340) كما تقدم.
(¬5) برقم (368/ 110)، كما تقدم، إلا أنه قال: "وظاهر وجهه وكفيه".

الصفحة 30