كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 5)
وهذا يوهم أن سعيد بن العاص حاج أبا هريرة بسبب بعض ولده وليس كذلك بل
الصواب فقال أبان بن سعيد بن العاص وقد أوضحت ذلك بحجاجة في شرح البُخارِيّ.
ووقع في الطبراني من حديث جبير بن مطعم رأيت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم عاد سعيد بن العاص الحديث وقد ذكرته في ترجمة حفيد هذا.
وأبو أحيحة كان إذا أعتم بمكة لم يعتم أحد بمثل عمامته إجلالا له وأمه ريطة بنت البياع بن عبد ياليل الثَّقفية، وكان سعيد قد قدم الشام في تجارة فحبسه عَمرو بن جفنة لأجل عثمان بن الحارث فقال سعيد في ذلك:
يا راكبي إما عرضت ... فبلغن قومي يزيدا
عثمان أو عفان أو ... أبلغ مغلغلة أسيدا
فلأمدحن المادحين ... بمدحة تأتي شرودا.
وكان حبس مع هشام بن سعيد بن عَبد الله بن أبي قيس العامري فقال في ذلك:
قومي وقومك يا هشام اجمعوا ... تركي وتركك آخر الأعصار.
في أبيات فاجتمع رأي بني عبد شمس على أن يفتدوا سعيد بن العاص فجمعوا مالا كثيرا فافتدوه به ومات هشام في الحبس.