كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 5)
ورَوى ابن أبي سعد أن سبب ذلك أنه مر به فارسي فلحن فوضع باب الفاعل والمفعول فلما جاء عيسى بن عمر تبع الأبواب فهو أول من بلغ الغاية فيه.
ومن لطيف قول أبي الأَسود ليس السائل الملحف خيرا من المانع الحابس.
ومن عجائب أجوبته وبليغها أنه قيل أَبو الأَسود أظرف الناس لولا بخل فيه فقال لا خير في ظرف لا يمسك ما فيه.
ومن محاسن الحكم في شعره:
لا ترسلن مقالة مشهورة ... لا تستطيع إذا مضت إدراكها
لا تبدين نميمة نبئتها ... وتحفظن من الذي أنباكها
وقوله السائر:
ما كل ذي لب بمؤتيك نصحه ... وما كل مؤت نصحه بلبيب
ولكن إذا ما استجمعنا عند واحد ... فحق له من طاعة بنصيب
قال ابن أبي خيثمة وغيره مات في الجارف سنة تسع وستين وهو ابن خمس وثمانين سنة وكذا قال المرزباني وقال المَدَائِنِيُّ: يقال إنه مات قبل الجارف.
قلت: وعلى هذا التقدير يكون قد أدرك من الأيام النبوية أكثر من عشرين سنة
قال المدائني: الأشبه أنه مات قبل الجارف ولأنا لم نسمع له في قصة المختار ذكرا.