كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 5)
روى الحسن بن سفيان في مسنده من طريق رفاعة بن الحجاج، عَن أَبيه، عَن الحسين بن السائب قال لما كانت ليلة العقبة أو ليلة بدر قال النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم لمن معه كيف تقاتلون فقام عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح فأخذ القوس والنبل وقال إذا كان القوم قريبا من مائتي ذراع كان الرمي وإذا دنوا حتى تنالهم الرماح كانت المداعسة حتى تقصف فإذا تقصفت وضعناها وأخذنا بالسيوف، وكان المجالدة فقال النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم هكذا نزلت الحرب من قاتل فليقاتل كما يقاتل عاصم.
وفي الصحيحين من طريق عَمرو بن أبي سفيان، عَن أبي هريرة قال بعث رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم سرية وأمر عليهم عاصم بن أبي الأقلح الحديث بطوله في قصة خبيب بن عَدِيّ وفيه قصة طويلة وفيه إن عاصما قال لا أنزل في ذمة مشرك، وكان قد عاهد الله ألا يمس مشركا ولا يمسه مشرك فأرسلت قريش ليؤتوا بشيء من جسده، وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر فحمته منهم ولذلك كان يقال حمي الدبر وفي هذه القصة يقول حسان:
لعمري لقد ساءت هذيل بن مدرك ... أحاديث كانت في خبيب وعاصم
أحاديث لحيان صلوا بقبيحها ... ولحيان ركابون شر الجرائم.