كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 5)
وأخرج الحاكم في "المستدرك" من طريق عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عَن أبي سعيد المقبري قال لما طعن أَبو عبيدة قالوا يا معاذ صل بالناس فصلى ثم مات أَبو عبيدة فخطب معاذ فقال في خطبته وإنكم فجعتم برجل ما أزعم والله أني رأيت من عباد الله قط أقل حقدا ولا أبر صدرا ولا أبعد غائلة ولا أشد حياء للعاقبة ولا أنصح للعامة منه فترحموا عليه.
اتفقوا على أنه مات في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة وأرخه بعضهم سنة سبع عشرة وهو شاذ.
وجزم ابن مَنْدَه تبعا للواقدي والفلاس أنه عاش ثمانيا وخمسين سنة وأما بن إسحاق فقال عاش إحدى وأربعين سنة.
وقال ابن عائذ قال الوليد بن مسلم حدثني من سمع عُروَة بن رويم قال انطلق أَبو عبيدة يريد الصلاة ببيت المقدس فأدركه أجله فتوفي هناك وأوصى أن يدفن حيث قضى وذلك بفحل من أرض الأردن، ويُقال: إن قبره ببيسان وقالوا إنه كان يخضب بالحناء والكتم.