كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 5)

وقال السراج، في "تاريخه"، حَدَّثنا قتيبة، حَدَّثنا جرير، عَن منصور، عَن مجاهد، عَن جنادة دخلت على عبادة، وكان قد تفقه في دين الله هذا سند صحيح.
وفي مسند إسحاق بن راهويه والأوسط للطبراني من طريق عيسى بن سنان، عَن يعلى بن شداد قال ذكر معاوية الفرار من الطاعون فذكر قصة له مع عبادة فقام معاوية عند المنبر بعد صلاة العصر فقال الحديث كما حدثني عبادة فاقتبسوا منه فهو أفقه مني.
ولعبادة قصص متعددة مع معاوية وإنكاره عليه أشياء وفي بعضها رجوع معاوية له وفي بعضها شكواه إلى عثمان منه تدل على قوته في دين الله وقيامه في الأمر بالمعروف.
وروى ابن سَعْد في ترجمته أنه كان طوالا جميلا جسيما ومات بالرملة سنة أربع وثلاثين.
وكذا ذكره المدائني وفيها أرخه خليفة بن خياط وآخرون منهم من قال مات ببيت المقدس.
وأورده ابن عساكر في ترجمته أخبارا له مع معاوية تدل على أنه عاش بعد ولاية معاوية الخلافة وبذلك جزم الهيثم بن عدي.
وقيل إنه عاش إلى سنة خمس وأربعين.

الصفحة 570