كتاب سنن ابن ماجة - ط الرسالة (اسم الجزء: 5)
3930- حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنِ السُّمَيْطِ بْنِ السَّمِيرِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، قَالَ : أَتَى نَافِعُ بْنُ الأَزْرَقِ وَأَصْحَابُهُ ، فَقَالُوا : هَلَكْتَ يَا عِمْرَانُ قَالَ : مَا هَلَكْتُ ، قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : مَا الَّذِي أَهْلَكَنِي ؟ قَالُوا : قَالَ اللَّهُ : {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} ، قَالَ : قَدْ قَاتَلْنَاهُمْ حَتَّى نَفَيْنَاهُمْ ، فَكَانَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ، إِنْ شِئْتُمْ حَدَّثْتُكُمْ ، حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، قَالُوا : وَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، وَقَدْ بَعَثَ جَيْشًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ ، فَلَمَّا لَقُوهُمْ قَاتَلُوهُمْ قِتَالاً شَدِيدًا ، فَمَنَحُوهُمْ أَكْتَافَهُمْ ، فَحَمَلَ رَجُلٌ مِنْ لُحْمَتِي عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِالرُّمْحِ ، فَلَمَّا غَشِيَهُ ، قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، إِنِّي مُسْلِمٌ ، فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلَكْتُ ، قَالَ : وَمَا الَّذِي صَنَعْتَ ؟ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي صَنَعَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : فَهَلاَّ شَقَقْتَ عَنْ بَطْنِهِ فَعَلِمْتَ مَا فِي قَلْبِهِ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَوْ شَقَقْتُ بَطْنَهُ لَكُنْتُ أَعْلَمُ مَا فِي قَلْبِهِ ، قَالَ : فَلاَ أَنْتَ قَبِلْتَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ ، وَلاَ أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فِي قَلْبِهِ.
قَالَ : فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ ، فَدَفَنَّاهُ فَأَصْبَحَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ ، فَقَالُوا : لَعَلَّ عَدُوًّا نَبَشَهُ ، فَدَفَنَّاهُ ، ثُمَّ أَمَرْنَا غِلْمَانَنَا يَحْرُسُونَهُ ، فَأَصْبَحَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ ، فَقُلْنَا : لَعَلَّ الْغِلْمَانَ نَعَسُوا ، فَدَفَنَّاهُ ، ثُمَّ حَرَسْنَاهُ بِأَنْفُسِنَا ، فَأَصْبَحَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ ، فَأَلْقَيْنَاهُ فِي بَعْضِ تِلْكَ الشِّعَابِ.
الصفحة 83