كتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 5)
فقال : سلك به في طريق أبي بكر وعمر وكان يكره أن يؤخذ عليه خلافهما.
وكان هذا يدل على أنه كان يرى فيه رأياً خلاف رأيهما فاتبعهما.
قال الشافعي فقلت له : هل علمت أبا بكر : قسم على العبد والحر وسوى بين الناس.
وقسم عمر : فلم يجعل للعبيد شيئاً وفضل بعض الناس على بعض.
وقسم علي : فلم يجعل للعبيد شيئاً وسوى بين الناس ؟.
قال : نعم.
قلت : أفتعلمه خالفهما معاً ؟.
قال : نعم.
قلت : وتعلم أن عمر قال لا تباع أمهات الأولاد وخالفه علي ؟.
قال : نعم.
قلت : وتعلم علياً خالف أبا بكر في الجد ؟.
قال : نعم.
قلت : فكيف جاز لك أن يكون هذا الحديث عندك ما وصفت من أن علياً رأى غير رأيهما فاتبعهما وبين عندك أنه قد يخالفهما فيما وصفنا وفي غيره ؟.
قال : فما قوله سلك به في طريق أبي بكر وعمر ؟.
قلنا : هذا كلام جملة يحتمل معاني.
قال : فإن قلت كيف صنع فيه علي ؟.
فذلك يدلني على ما صنع فيه أبو بكر وعمر.
قال الشافعي أخبرنا عن جعفر بن محمد عن أبيه أن حسناً وحسيناً وابن عباس وعبد الله بن