كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 5)

الحديث الرابع
308 - عن أمّ حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما، أنها قالت: يا رسولَ الله. انكح أختي ابنة أبي سفيان، فقال: أَوَ تُحبِّين ذلك؟. فقلت: نعم، لست لك بِمُخْلِيةٍ، وأحبُّ من شاركني في خيرٍ أختي، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ ذلك لا يَحلُّ لي، قالت: فإنا نُحدّث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة، قال: بنت أمّ سلمة؟! قلت: نعم، فقال: إنها لو لَم تكن ربيبتي في حجري، ما حلَّت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثُويبةُ، فلا تعرضنَّ عليّ بناتكنّ ولا أخواتكنّ.
قال عروة: وثويبة مولاةٌ لأبي لهبٍ، كان أبو لهبٍ أعتقها، فأرضعت النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فلما مات أبو لهبٍ أُرِيَه بعض أهله بشرّ حيبةٍ، قال له: ماذا لقيت؟. قال أبو لهبٍ: لَم ألق بعدكم خيراً، غير أني سُقيت في هذه. بعتاقتي ثويبة. (¬1)
قال المصنف: الْحِيبة: بكسر الحاء المهملة: الحال.
قوله: (عن أمّ حبيبة بنت أبي سفيان) رملة بنت أبي سفيان الأموية. هاجرت في الهجرة الثانية مع زوجها عبيد الله بن جحش فمات هناك، ويقال: إنه قد تنصر، وتزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده. (¬2)
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (4813 , 4817 , 4818 , 5057) ومسلم (1449) من طريق الزهري وهشام عن عروة عن زينب عن أم حبيبة رضي الله عنها.
وللبخاري (4831) من طريق عراك بن مالك عن زينب بنت أبي سلمة. مختصراً.
(¬2) وُلدت قبل البعثة بسبعة عشر عاماً. وأخرج ابن سعد من طريق عوف بن الحارث عن عائشة , قالت: دعتني أم حبيبة عند موتها فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر فتحللينني من ذلك. فحللتها واستغفرت لها , فقالت لي: سررتني سرَّك الله وأرسلتْ إلى أم سلمة بمثل ذلك. وماتت بالمدينة سنة 44 جزم بذلك ابن سعد وأبو عبيد , وقال ابن حبان وابن قانع: سنة اثنتين , وقال ابن أبي خيثمة: سنة 59. وهو بعيد. والله أعلم. قاله في الإصابة.

الصفحة 507