كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 5)

منه بأبي هريرة، وللحديث طرق أخرى عن جابر بشرط الصّحيح. أخرجها النّسائيّ من طريق ابن جريجٍ عن أبي الزّبير عن جابر، والحديث محفوظ أيضاً من أوجهٍ عن أبي هريرة، فلكلٍّ من الطّريقين ما يعضّده.
وقول من نقل البيهقيّ عنهم تضعيف حديث جابر , معارَض بتصحيح التّرمذيّ وابن حبّان وغيرهما له، وكفى بتخريج البخاريّ له موصولاً قوّة.
قال ابن عبد البرّ: كان بعض أهل الحديث يزعم أنّه لَم يرو هذا الحديث غير أبي هريرة - يعني من وجه يصحّ - وكأنّه لَم يصحّح حديث الشّعبيّ عن جابر , وصحَّحه عن أبي هريرة، والحديثان جميعاً صحيحان.
وأمّا من نقل البيهقيّ , أنّهم رووه من الصّحابة غير هذين فقد ذكر مثل ذلك التّرمذيّ بقوله , " وفي الباب " , لكن لَم يذكر ابن مسعود , ولا ابن عبّاس , ولا أنساً، وزاد بدلهم أبا موسى وأبا أُمامة وسمرة.
ووقع لي أيضاً من حديث أبي الدّرداء , ومن حديث عتّاب بن أسيد , ومن حديث سعد بن أبي وقّاص , ومن حديث زينب امرأة ابن مسعود.
فصار عدّة مَن رواه غير الأوّلين ثلاثة عشر نفساً، وأحاديثهم موجودة عند ابن أبي شيبة وأحمد وأبي داود والنّسائيّ وابن ماجه وأبي يعلى والبزّار والطّبرانيّ وابن حبّان وغيرهم.

الصفحة 525