كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 5)

حمّاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة , أنّ عمرو بن حزم طلَّق الغميصاء فنكحها رجلٌ فطلّقها قبل أن يمسّها، فسألت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: لا، حتّى يذوق الآخر عسيلتها وتذوق عسيلته. وأخرجه الطّبرانيّ. ورواته ثقات.
فإن كان حمّاد بن سلمة حفظه فهو حديث آخر لعائشة في قصّة أخرى غير قصّة امرأة رفاعة، وله شاهد من حديث عبيد الله - بالتّصغير - ابن عبّاس عند النّسائيّ في ذكره الغميصاء، لكنّ سياقه يشبه قصّة رفاعة. كما تقدّم في أوّل شرح هذا الحديث.
وقد قدّمت أنّه وقع لكلٍّ من رفاعة بن سموأل ورفاعة بن وهب أنّه طلق امرأته , وأنّ كلاً منهما تزوّجها عبد الرّحمن بن الزّبير , وأنّ كلاً منهما شكَتْ أنّه ليس معه إلَّا مثل الهدبة.
فلعل إحدى المرأتين شكته قبل أن يفارقها , والأخرى بعد أن فارقها.
ويحتمل: أن تكون القصّة واحدة. ووقع الوهم من بعض الرّواة في التّسمية أو في النّسبة , وتكون المرأة شكت مرّتين من قبل المفارقة ومن بعدها، والله أعلم
وأمّا ما أخرجه أبو داود من حديث ابن عبّاس قال: طلَّق عبد يزيد أبو ركانة أمّ ركانة ونكح امرأة من مزينة، فجاءت إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما يغني عنّي إلَّا كما تغني هذه الشّعرة - لشعرةٍ أخذتها من رأسها - ففرّق بيني وبينه، قال: فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - لعبد يزيد: طلَّقها

الصفحة 586