كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 5)

للاهتمام به، وليس العموم ظاهراً من الحديث الذي أورده، لكن يستفاد من باب الأولى , لأنّه إذا شرع في حالة الجماع - وهي ممّا أمر فيه بالصّمت - فغيره أولى.
وفيه إشارة إلى تضعيف ما ورد من كراهة ذكر الله في حالين. الخلاء والوقاع، لكن على تقدير صحّته لا ينافي حديث الباب , لأنّه يُحمل على حال إرادة الجماع.
ويقيّد ما أطلقه البخاري. ما رواه ابن أبي شيبة من طريق علقمة عن ابن مسعود , وكان إذا غشي أهله فأنزل , قال: اللهمّ لا تجعل للشّيطان فيما رزقتني نصيباً.
وفيه الاعتصام بذكر الله ودعائه من الشّيطان , والتّبرّك باسمه والاستعاذة به من جميع الأسواء , وفيه الاستشعار بأنّه الميسّر لذلك العمل والمعين عليه. وفيه إشارة إلى أنّ الشّيطان ملازم لابن آدم لا ينطرد عنه إلَّا إذا ذكر الله.
وفيه ردّ على منع المحدث أن يذكر الله، ويخدش فيه الرّواية المتقدّمة " إذا أراد أن يأتي " وهو نظير ما وقع من القول عند الخلاء.
وقد ذكر البخاري ذلك. وأشار إلى الرّواية التي فيها " إذا أراد أن يدخل " وتقدّم البحث فيه في كتاب الطّهارة بما يغني عن إعادته (¬1).
¬__________
(¬1) تقدّم في حديث أنس - رضي الله عنه - برقم (13)

الصفحة 598