كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 5)

عند الطّبرانيّ " قد ملّكتكها بما معك من القرآن "، وكذا في رواية يعقوب وابن أبي حازم وابن جريجٍ وحمّاد بن زيد في إحدى الرّوايتين عنه.
وفي رواية معمر عند أحمد " قد أمْلكتكها " والباقي مثله، وقال في أخرى " فرأيته يمضي وهي تتبعه " وفي رواية أبي غسّان " أمكنّاكها " والباقي مثله.
وفي حديث ابن مسعود " قد أنكحتكها على أن تقرئها وتعلّمها، وإذا رزقك الله عوّضتها، فتزوّجها الرّجل على ذلك ".
وفي هذا الحديث من الفوائد:
فضل القراءة عن ظهر القلب لقوله فيه " أتقرؤهنّ عن ظهر قلبك؟ قال: نعم " , لأنّها أمكن في التّوصّل إلى التّعليم.
وقال ابن كثير: إن كان البخاريّ أراد بهذا الحديث الدّلالة على أنّ تلاوة القرآن عن ظهر قلب أفضل من تلاوته نظراً من المصحف. ففيه نظرٌ، لأنّها قضيّة عين فيحتمل أن يكون الرّجل كان لا يحسن الكتابة. وعلم النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك فلا يدلّ ذلك على أنّ التّلاوة عن ظهر قلب أفضل في حقّ من يحسن ومن لا يحسن،
وأيضاً فإنّ سياق هذا الحديث إنّما هو لاستثبات أنّه يحفظ تلك السّور عن ظهر قلب ليتمكّن من تعليمه لزوجته، وليس المراد أنّ هذا أفضل من التّلاوة نظراً ولا عدمه.
قلت: ولا يرِد على البخاريّ شيء ممّا ذكر، لأنّ المراد بقوله " باب

الصفحة 624