كتاب جريدة «الشريعة» النبوية المحمدية (اسم الجزء: 5)
_____
الصفحة 5
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعتداءات النواب الجاهلين
على جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
غراب بعد ابن علال.
افتتح هذه السنة النائب المالي ابن علال باقتراحه منع العلماء من القيام بالوعظ والإرشاد في المساجد وقامت ضده الاحتجاجات من جميع الجهات وقابل عمله بالإنكار كل مسلم وما كادت تخفت أصوات الاحتجاج والإنكار حتى جاء النائب المالي غراب بالداهية الكبرى والأفيكة النكراء في خطابه الذي ألقاه في إدارة الأمور الأهلية بالعاصمة في جمع كبير من المستدعين لملاقاة الوالي العام في قدمته الأخيرة من فرنسا وقد نشرت هذا الخطاب جريدة ((النجاح)) في عددها الصادر في 10 ربيع الثاني 1352 ولما كان قد لا يعم انتشاره حيث نشر فقد نشرنا نصه فيما يلي نقلا عنها ليطلع عليه جميع القراء وموعدنا بالاحتجاج الشديد عليه العدد القادم إن شاء الله:
ـ[عمود:1]ـ
وقال النائب غراب معمر نائب عين البيضاء المالي رادا كلام زميله السيد بن باديس ما ملخصه:
إن هاته الفتنة كلها وهاته القلاقل والمشاغب التي انتشرت في بعض بلدان الوطن سببها الأصلي هو جمعية علماء المسلمين.
تلك الجمعية التي يرأسها الشيخ ابن باديس وأعضاؤها معه: العقبي والإبراهيمي والميلي فإن هذه الجمعية زعمت أولا أنها جمعية علم وتهذيب وتربية وتثقيف لأولاد المسلمين فساعدتها الحكومة أولا ورخصت لها لشرف هذا المقصد الموهوم فما لبثت أن تطورت هذه الجمعية وتداخلت في شؤون لا علاقة لها بالتعليم وانفجرت بتعاليم منافية للعلم ومثيرة للأحقاد والتحزبات ثم أخذت في دس الدسائس ونصب الحيل لجلب الأموال من جهة ولنشر الشحناء من جهة أخرى
ـ[عمود2]ـ
وخالطت الطوائف الانتخابية وزرعت المفاسد إلى أن وصلت بدروسها وجرائدها وتدليسها وتنقلات أعضائها في البلدان إلى تكوين هذا الوفد وإلى ما رأيتموه رأي العين من استعفاءات بعض النواب وغيرها.
وبحسب ذلك فأنا ومن معي من هؤلاء السادات النواب وغيرهم الحاضرين نطلب بإلحاح من الحكومة ورجالها الساهرين على حفظ الأمن والراحة أن تعامل هذه الجمعية المعاملة القاسية الشديدة فطالما توانت في أمرها وغضت النظر عن عبثها حتى زادها ذلك جرأة واسترسالا في الفساد ولا حاجة لنا بهذه الجمعية التي أخذت على كاهلها نشر المذهب الوهابي فنحن أولا مالكيون وثانيا منذ قرن والأمة الإسلامية متمتعة بحريتها ودينها وعاكفة على دروس علمائها ولم تحدث فيها هذه الغوغاء ولا ثارت فيها فتنة عمياء مثل هذه الفتنة.
_…_…_…_…_…_…_…_
ـ[أسفل الصفحة بين عمود 1 - 2]ـ
- ((حديث صحيح)) -
أربع من كن فيه كان منافقا خالصا, ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها.
- إذا اؤتمن خان - وإذا حدث كذب - وإذا عاهد غدر - وإذا خاصم فجر.
ـ[عمود3]ـ
للذكرى
جاءتنا قصيدة بليغة للأخ الشيخ محمد الطاهر بن بلقاسم العضو بالجمعية نقتطف منها ما يلي:
اليوم أعلو السها من شدة الطرب … لما بدا مصلح من أمة العرب
فمذ رأى طينة الإنسان قد فسدت … أراد تبديلها من جيد الذهب
نشا صبيا عل الخيرات منطبعا … لا يعرف الشر في جد ولا لعب
يأتي النوادي ينادي باسم خالقه … لينقذ القوم من نار ومن عطب
فمن بغى وطغى نال الردى فهوى … في جب نحس على رأس بلا سبب
ومن أتى فاستقى من حوضه فارتوى … فذاك ذو الحزم لا يدنو من التعب
وظل يدعو إلى التوحيد مصطبرا … يبشر القوم بالبرهان والأدب
حتى اهتدى لمنار الدين سامعه … وأشرق الكون في عقدين بالشهب
* * *
مالي أرى نفرا قد جد جدهم … لهدم دين الهدى من غير ما سبب
مالي أرى نفرا لا كان من نفر … قد شن غارته الشنعاء (للنشب)
مالي أرى ظلة من فوقنا سقطت … من التجاهل أو جهل ولم تغب
* * *
لولا عصابة خير قام قائمها … دعى على الدين داعي الجهل بالحرب
هذي العصابة قامت وهي ناجية … لسد ما ثلم الأوغاد من حسب
و (سنة) المصطفى الغراء (شرعتها) … تدعو بها الناس للعليا من الرتب
فالله ينصرها على الأولى ظلموا … والله يكلأها من كل ذي شغب
محمد الطاهر بالقاسم
قمار - سوف
الصفحة 5
8