كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 5)

24- بَابُ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ.
3826- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ , قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوَحْيُ ، فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةٌ ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَ زَيْدٌ : إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ ، وَلاَ آكُلُ إِلاَّ مَا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ ، وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ ، وَيَقُولُ : الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ ، وَأَنْزَلَ لَهَا مِنَ السَّمَاءِ المَاءَ ، وَأَنْبَتَ لَهَا مِنَ الأَرْضِ ، ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللهِ ، إِنْكَارًا لِذَلِكَ , وَإِعْظَامًا لَهُ.
3827- قَالَ مُوسَى : حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ تُحُدِّثَ بِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ؛ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ ، وَيَتْبَعُهُ ، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ اليَهُودِ , فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ ، فَقَالَ : إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ ، فَأَخْبِرْنِي ، فَقَالَ : لاَ تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللهِ ، قَالَ زَيْدٌ : مَا أَفِرُّ إِلاَّ مِنْ غَضَبِ اللهِ ، وَلاَ أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللهِ شَيْئًا أَبَدًا ، وَأَنَّى أَسْتَطِيعُهُ , فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ ؟ قَالَ : مَا أَعْلَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا ، قَالَ زَيْدٌ : وَمَا الحَنِيفُ ؟ قَالَ : دِينُ إِبْرَاهِيمَ , لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا ، وَلاَ نَصْرَانِيًّا ، وَلاَ يَعْبُدُ إِلاَّ اللَّهَ ، فَخَرَجَ زَيْدٌ , فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ النَّصَارَى , فَذَكَرَ مِثْلَهُ ، فَقَالَ : لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ ، قَالَ : مَا أَفِرُّ إِلاَّ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ ، وَلاَ أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ ، وَلاَ مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا ، وَأَنَّى أَسْتَطِيعُ , فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ ؟ قَالَ : مَا أَعْلَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا ، قَالَ : وَمَا الحَنِيفُ ؟ قَالَ : دِينُ إِبْرَاهِيمَ , لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا ، وَلاَ نَصْرَانِيًّا ، وَلاَ يَعْبُدُ إِلاَّ اللَّهَ ، فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَرَجَ ، فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ.

الصفحة 50