كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 5)

3833 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يَقُولُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ سَيْلٌ فِي الجَاهِلِيَّةِ , فَكَسَا مَا بَيْنَ الجَبَلَيْنِ، قَالَ سُفْيَانُ: وَيَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَحَدِيثٌ لَهُ شَأْنٌ.
3834- حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ بَيَانٍ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَسَ , يُقَالُ لَهَا : زَيْنَبُ ، فَرَآهَا لاَ تَكَلَّمُ ، فَقَالَ : مَا لَهَا لاَ تَكَلَّمُ ؟ قَالُوا : حَجَّتْ مُصْمِتَةً ، قَالَ لَهَا : تَكَلَّمِي ، فَإِنَّ هَذَا لاَ يَحِلُّ ، هَذَا مِنْ عَمَلِ الجَاهِلِيَّةِ , فَتَكَلَّمَتْ ، فَقَالَتْ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : امْرُؤٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ ، قَالَتْ : أَيُّ المُهَاجِرِينَ ؟ قَالَ : مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَتْ : مِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ أَنْتَ ؟ قَالَ : إِنَّكِ لَسَؤُولٌ ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ ، قَالَتْ : مَا بَقَاؤُنَا عَلَى هَذَا الأَمْرِ الصَّالِحِ الَّذِي جَاءَ اللَّهُ بِهِ بَعْدَ الجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ : بَقَاؤُكُمْ عَلَيْهِ مَا اسْتَقَامَتْ بِكُمْ أَئِمَّتُكُمْ ، قَالَتْ : وَمَا الأَئِمَّةُ ؟ قَالَ : أَمَا كَانَ لِقَوْمِكِ رُؤُوسٌ وَأَشْرَافٌ ، يَأْمُرُونَهُمْ فَيُطِيعُونَهُمْ ؟ قَالَتْ : بَلَى ، قَالَ : فَهُمْ أُولَئِكِ عَلَى النَّاسِ.
3835- حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ أَبِي المَغْرَاءِ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ لِبَعْضِ العَرَبِ , وَكَانَ لَهَا حِفْشٌ فِي المَسْجِدِ ، قَالَتْ : فَكَانَتْ تَأْتِينَا فَتَحَدَّثُ عِنْدَنَا ، فَإِذَا فَرَغَتْ مِنْ حَدِيثِهَا قَالَتْ :
وَيَوْمُ الوِشَاحِ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا ... أَلاَ إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الكُفْرِ نَجَّانِي.
فَلَمَّا أَكْثَرَتْ ، قَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ : وَمَا يَوْمُ الوِشَاحِ ؟ قَالَتْ : خَرَجَتْ جُوَيْرِيَةٌ لِبَعْضِ أَهْلِي وَعَلَيْهَا وِشَاحٌ مِنْ أَدَمٍ , فَسَقَطَ مِنْهَا , فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِ الحُدَيَّا ، وَهِيَ تَحْسِبُهُ لَحْمًا ، فَأَخَذَتْ , فَاتَّهَمُونِي بِهِ , فَعَذَّبُونِي ، حَتَّى بَلَغَ مِنْ أَمْرِي أَنَّهُمْ طَلَبُوا فِي قُبُلِي ، فَبَيْنَا هُمْ حَوْلِي وَأَنَا فِي كَرْبِي ، إِذْ أَقْبَلَتِ الحُدَيَّا حَتَّى وَازَتْ بِرُؤُوسِنَا ، ثُمَّ أَلْقَتْهُ , فَأَخَذُوهُ ، فَقُلْتُ لَهُمْ : هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ.

الصفحة 52