كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 5)

3853- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجْمَ , فَسَجَدَ ، فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ إِلاَّ سَجَدَ ، إِلاَّ رَجُلٌ , رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًا , فَرَفَعَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : هَذَا يَكْفِينِي ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا بِاللهِ.
3854- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ ، وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ بِسَلَى جَزُورٍ ، فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ , فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ , فَأَخَذَتْهُ مِنْ ظَهْرِهِ ، وَدَعَتْ عَلَى مَنْ صَنَعَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ عَلَيْكَ المَلأَ مِنْ قُرَيْشٍ , أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ , أَوْ : أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ ، شُعْبَةُ الشَّاكُّ ، فَرَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ ، فَأُلْقُوا فِي بِئْرٍ ، غَيْرَ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ ، أَوْ : أُبَيٍّ , تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ ، فَلَمْ يُلْقَ فِي البِئْرِ.
3855- حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، أَوْ قَالَ : حَدَّثَنِي الحَكَمُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : أَمَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى ، قَالَ : سَلِ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ مَا أَمْرُهُمَا : {وَلاَ تَقْتُلُوا (1) النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ} {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , فَقَالَ : لَمَّا أُنْزِلَتِ الَّتِي فِي الفُرْقَانِ ، قَالَ : مُشْرِكُو أَهْلِ مَكَّةَ : فَقَدْ قَتَلْنَا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ ، وَدَعَوْنَا مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ ، وَقَدْ أَتَيْنَا الفَوَاحِشَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ} الآيَةَ ، فَهَذِهِ لأُولَئِكَ ، وَأَمَّا الَّتِي فِي النِّسَاءِ : الرَّجُلُ إِذَا عَرَفَ الإِسْلاَمَ وَشَرَائِعَهُ ، ثُمَّ قَتَلَ , فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ.
فَذَكَرْتُهُ لِمُجَاهِدٍ ، فَقَالَ : إِلاَّ مَنْ نَدِمَ.
_حاشية__________
(1) قال ابن حَجَر : كذا وقع في الرواية : {وَلاَ تَقْتُلُوا} ، والذي في التلاوة : {وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} , هكذا في سُورة الفُرْقَان , وهي التي ذُكِرَت في بَقِيَّة الحديث , فَتَعَيَّنَ أنها المراد في أوله. "فتح الباري" 7/168.
قال المزي : في حديث عثمان , عن جرير : "أمرني عبد الرحمن بن أبزى أن أسأل ابنَ عباس عن هذه الآية : {وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ} ... الآية ؛ {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} ... الآية ؟." "تحفة الأشراف" 5624.

الصفحة 57