كتاب ذكريات - علي الطنطاوي (اسم الجزء: 5)

الأستاذ محمد علال الفاسي على الطريق الحديثة، عن أبي عليّ اليوسي، وبحثه القيّم يبهر القارئ. وهو يكتب الآن بحثاً عن أثر شعر المتنبّي في المغرب بمناسبة ذكراه الألفيّة.
إلى أن قال: أما إن بحثت عما يُسمّى بالإنتاج الأدبي فذلك ما لا تعثر عليه، فليس يدور بخلد المغربي أن يعالج القصّة بل القصّة عنده لهو وعبث يجب أن يضنّ عليه بوقته الثمين. وهنالك شعر قليل، ولكنه نَظْم ليس إلاّ، ذلك أن المغاربة يجهلون الشعر تماماً ... وما عندهم إلاّ تقليد لما مضى ومعانٍ مفكّكة، وهم ضعفاء الخيال. وهنا أستثني شاعر شبابنا الأستاذ محمد علال الفاسي.
إلى أن قال: والنهضة المغربية تقوم على أكتاف الشباب، فالشباب الناشئ الذي يقرأ ما يكتبه أفذاذ الشرق قد اعتدلت أفكاره نوعاً من الاعتدال ... والعقلية المغربية أقرب إلى العلم منها إلى أي شيء آخر، خصوصاً ما في جامعة القرويين من دروس جامعة، مع اعترافنا بما فيها من نقص وما تحتاج إليه من تهذيب.
إلى أن قال: بقي أن نقول إن «القرويين» والمدارس الحكومية والقومية كلها تُحمَد وتُعاب، غير أن أفضل معهد للدرس هو «القرويين». ولو كان أبناء «الكوليج» و «مولاي إدريس» يشتغلون بالعربية لكانوا أنجب من أبناء القرويين.
* * *
المقالة الثامنة عن الحياة الأدبية في الحجاز أيضاً للأستاذ عبد القدوس الأنصاري. قال فيها:

الصفحة 23