كتاب ذكريات - علي الطنطاوي (اسم الجزء: 5)

مايُطلَق عليه اسم الحياة الأدبية ... فهذه المطابع الشرقية تظهر علينا من حين لآخر بعشرات الكتب الجديدة، الأدبية والعلمية، بأقلام أدباء شرقيين وخاصة في مصر، فأين هي آثار المطابع المغربية من ذاك؟
وأين هي المجهودات الأدبية للأدباء المغاربة أمام مجهود الشرقيين على العموم والمصريين على الخصوص؟ فهذا العالَم العربي يطلع علينا كل يوم بمئات الصحف والمجلاّت الأدبية والعلمية فيظهر فيها من المقدرة على البحث الأدبي والإنتاج العلمي ما ينبئنا بقوّة حياته الأدبية وبلوغها أوج الكمال، فأين هي الصحف والمجلاّت المغربية الأدبية؟ وأين هو إنتاج المغاربة الأدبي وبحثهم العلمي؟ وهذه الأندية الأدبية في الشرق تُخرِج لنا كلّ يوم محاضرات قيّمة تغذّي بها الأفكار، فأين هي الأندية المغربية وأين هي آثارها؟
ثم بحث في أسباب هذا الضعف، فتبيّن له أن السبب الأول هو الضعف في التعليم، وبيّن أن المغرب ليس فيه من المعاهد التي تغذّي الحركة الأدبية إلا كلّية القرويين (جامع القرويين) التي يتكفّل برنامجها الجديد بتخريج أدباء بل أساتذة في الأدب العربي، وهم الذين تخرّجوا في القسم العالي الأدبي، وهؤلاء يمكن أن نعلّق عليهم الأمل في بعث حركة أدبية في المغرب. والثاني هو الصحافة.
وبيّن أثر الصحافة في الأدب وفضلها عليه، ثم قال: المغرب الأقصى من جملة الشعوب التي لم تَحظَ حتى الآن بصحيفة أدبية

الصفحة 29