كتاب ذكريات - علي الطنطاوي (اسم الجزء: 5)

أضرب ضربة واحدة فقد ضمنت النجاح. وإني سآتيهم من طريق الوطنية فأقول: إنه يوم عرس الوطن، يوم الجلاء، يوم تختلط فيه الرجال والنساء ...
إلى آخر ما جاء في هذه المقالة، ومن شاء أن يطّلع عليها وجدها في عدد «الرسالة» الذي صدر يوم الإثنين التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة 1365 هجرية (¬1).
* * *
فما الذي كان في ذلك اليوم حتى كتبت عنه هذا الكلام؟
كان أن دمشق التي عرفناها تستر بالملاءة البنتَ من سنتها العاشرة شهدَت يوم الجلاء بنات السادسة عشرة وما فوقها يمشين في العرض بادية أفخاذهن تهتزّ نهودهن في صدورهن، تكاد تأكلهن النظرات الفاسقة. وشهدَت بنتاً جميلة زُيِّنت بأبهى الحلل وأُلبِسَت لباس عروس، وركبت السيارة المكشوفة وسط الشباب. قالوا: إنها رمز الوحدة العربية. ولم يدرِ الذين رمزوا هذا الرمز أن
¬__________
(¬1) وهي في كتاب «مع الناس». ولست أدري لماذا وضعها جدي رحمه الله هناك، فقد كان ينبغي أن توضع في كتاب «في سبيل الإصلاح» لأنها به أليق وألصق (وما أكثر ما أحببت -لو كان الأمر إليّ- أن آخذ المقالة من هذا الكتاب من كتب جدي فأضعها في ذاك أو أعدّل ترتيب بعض الكتب ... لكنه أمر قد سبق به القول وفُرغ منه). وسوف تجدون أن المقالة الأخرى التي هي كالتتمّة لهذه (وهي «دفاع عن الفضيلة») والتي سيأتي خبرها في الحلقة الآتية من هذه الذكريات، هذه المقالة منشورة في كتاب «في سبيل الإصلاح» (مجاهد).

الصفحة 308