كتاب ذكريات - علي الطنطاوي (اسم الجزء: 5)

وكذلك حاربَنا اليهود: بالسلاح الذي أخذوه من أميركا، وبالرجال الذين جاؤوهم من روسيا، وحاربونا بالبنات. سلاحهم أنواع ثلاثة كلها فاجرة عاهرة داعرة.
ولقد حدّثني جندي كان يقاتل في حرب 1948 أنه رأى في طرف البلد داراً ينبعث منها الرصاص على المقاتلين العرب، فاقتحمها عربي باسل فلم يلقَ إلاّ مجندة واحدة يهودية، نفدت ذخيرتها كانت تحمل رشّاشاً تطلق الرصاص منه فلم يبقَ عندها رصاص، فاستعملَت سلاح اليهود. وسامحوني إن خبرتكم بما وقع: إنها حلّت حزام بنطالها فأسقطته، فنظر فإذا ليس تحته شيء.
والعرب تقول في أمثالها: «تجوع الحُرّة ولا تأكل بثديَيها»، أمّا اليهودية فتأكل من غير أن تجوع بكل عضو فيها. ويأتي مَن ديدنه التقليدُ على طريقة القرود، والأخذ بكل جديد ولو كان شراً مصدره اليهود، فيدعو أن نجعل في جيشنا نساء مجندات وأن نعلّمهنّ فنون القتال!
لماذا ويحكم؟ لماذا؟! لماذا والشباب يملؤون القهوات ويزدحمون على أبواب السينمات، فلماذا نجنّد البنات؟ هل عندكم من دليل فتُبدُوه لنا أم هو اتّباع سنن الفُسّاق حتى في الدخول إلى جحر الضبّ؟ ويا ليته كان جُحراً سالماً، ولكنه جحر ضبّ خَرِب كما جاء في المأثورات.
* * *
قد يقول قائل: فلماذا إذن ضاعت فلسطين؟
إن ضياع فلسطين جريمة ستحكم فيها محكمة التاريخ حين

الصفحة 95