كتاب ذكريات - علي الطنطاوي (اسم الجزء: 5)

فلا نجعلها معركة استرداد الأرض فقط ولا نجعلها فلسطينية فقط ولا عربية فقط، بل نجعلها معركة إسلامية. إنها قضية المسلمين جميعاً ليست قضية العرب وحدهم.
وسترون حين أحدّثكم عن المؤتمر الإسلامي في القدس الذي حضرته ورحلنا على أثره إلى أكثر بلاد المشرق الإسلامي أن قضية فلسطين يشركنا فيها كل مسلم، ألف مليون يَمُدّون أيديهم ليكونوا معنا، فلماذا نُعرِض عنهم ونقبض أيدينا دونهم؟ وإذا سمحتم لي قلت الآن كلمة صغيرة عن هذا المؤتمر ثم رجعت إليه إذا جاء وقت الحديث عنه فتكلّمت بالتفصيل.
لقد كان مؤتمَراً إسلامياً للنظر في نكبة فلسطين وطريق العمل على نصرتها، وَفَدَت عليه الوفود من بلاد الإسلام كلها، من مرّاكش إلى أندونيسيا فكان «برلماناً شعبياً» مثّل كلَّ بلد فيه ناسٌ من زعمائه ومن كبار أهله.
وقد أوفدَت بعض البلاد رجالاً لهم صفة رسمية، كالأستاذ عبد المنعم خلاّف الذي حضر من جامعة الدول العربية مراقباً والدكتور سوبارجو وزير خارجية أندونيسيا السابق، وأوفدَت بعضُ الدول رجالاً يمثّلون أحزاباً أو هيئات معروفة، كالأستاذ علاّل الفاسي رئيس حزب الاستقلال في المغرب، والأستاذ الشيخ الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر، والأستاذ القليبي رئيس حزب الدستور القديم في تونس، واللواء صالح حرب باشا الرئيس العامّ لجمعيات الشبّان المسلمين في مصر، والأستاذ الشيخ أمجد الزهاوي رئيس جمعية إنقاذ فلسطين في العراق، ومندوب عن الكاشاني في إيران، ونَوّاب صفوي عن

الصفحة 97