كتاب ذكريات - علي الطنطاوي (اسم الجزء: 5)

فدائيّان إسلام في إيران، وسعيد بك شامل حفيد الشيخ شامل زعيم مسلمي القوقاز، وابن الشيخ صادق المجدّدي الزعيم الديني الأفغاني ووزير الأفغان في مصر.
ورأى أعضاء المؤتمر القدسَ وما حلّ بها والقرى الأمامية ومصابها وشاهدوا آثار المأساة وبقاياها، ولم تكن قد ذهبَت هذه كلّها إلى أيدي اليهود، رأوا ذلك فتقاسموا وتحالفوا على نذر أنفسهم للعمل لها.
وانتخب المؤتمر لجاناً ثلاثاً، كانت إحداها لجنة للدعاية لفلسطين والتعريف بقضيّتها، وشرّفني المؤتمَر برياستها وكلّفها أن تطوف العالَم الإسلامي تعرّف بفلسطين وتدعو الناس لإمدادها بالمال.
وكنّا خمسة: اثنان من العراق: الشيخ الزهاوي والشيخ الصواف، واثنان من الجزائر الشيخ الإبراهيمي والأستاذ الفضيل الورتلاني، وأنا. ذهبوا جميعاً إلى رحمة الله إلاّ الشيخ الصواف مدّ الله في عمره، وأنا أحسن الله ختامي.
واعتذر الجزائريان، ورجع الصوّاف مضطراً من كراتشي لمصلحة إسلامية دعته للرجوع، فبقيت مع أستاذنا الجليل بركة العصر، الشيخ أمجد الزهاوي رحمة الله عليه. وكان علينا أن نجمع المال، ولكنا خفنا أن يقول الناس إننا سرقنا أو أخذنا لأنفسنا فآثرنا السلامة، وجعلنا عملنا أن نشرح للناس قضية فلسطين ونصف لهم مأساتها ونعرض عليهم أدوارها، وأن نؤلّف اللجان في كلّ بلد لتجمع هي المال لها وتبعثه مع أمناء منها.

الصفحة 98