كتاب موسوعة الألباني في العقيدة (اسم الجزء: 6-7)
[786] باب في وجوب تصفية العقيدة مما شابها من البدع بما فيها أبواب الأسماء والصفات
الشيخ: كثير من الناس من هؤلاء الموحِّدين يمرون على بعض الآيات التي فيها تتضمن عقيدة وبعض الأحاديث الأخرى وهم غير منتبهين لما تتضمن هذه النصوص من عقيدة صحيحة! وهي من تمام الإيمان بالله عز وجل، خذوا مثلاً عقيدة أو الإيمان بعلو الله عز وجل على خلقه أنا أعرف بالتجربة أن كثيراً من إخواننا الموحِّدين السلفيين يعتقدون معنا بأن الله عز وجل على العرش استوى دون تأويل ودون تكييف ولكنهم حينما يأتيهم معتزلي عصري أو جهمي عصري، أو ماتريدي أو أشعري عصري فيلقي إليه شبهة قائمة على ظاهر آية لم يفهم معناها لا الموسْوِس ولا الموَسْوَس إليه، فيحار في عقيدته ويضل عنها بعيداً، لماذا؟
لأنه لم يتلقن العقيدة الصحيحة من كل الجوانب التي تعرَّض لبيانها كتابُ ربِنا وحديثُ نبِينا.
حينما يقول المعتزلي المعاصر: الله عز وجل يقول: {أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ} (الملك:16)، وأنتم تقولون إن الله في السماء، وهذا معناه أنكم جعلتم معبودكم في ظرف هو السماء المخلوقة، ما أريد أن أخوض طويلاً في هذه القضية؛ لأن المقصود هو التذكير فقط، وإلا فالبحث في هذه الجزئية يحتاج إلى جلسة خاصة، أريد من هذا المثال أن عقيدة التوحيد بكل لوازمها ومتطلباتها ليست واضحة في أذهان الذين آمنوا بالعقيدة السلفية، لا أعني الآخرين الذين اتبعوا الجهمية أو المعتزلة أو الماتريدية أو الأشاعرة في مثل هذه المسألة، فأنا أرمي بهذا المثال إلى أن المسألة ليست باليسر الذي يصوره اليوم بعض إخواننا
الصفحة 9
1075