كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 6)
الأقوال، حيث وصفوه مرة بأنه شر عباد الله كما ذكر ذلك عبد الرزاق عن معمر (¬١)، وتارة وصفوه بالفسق كما نص عليه ابن النجار، فقال: يحرم على العامي تتبع الرخص ويُفسق به (¬٢)، وقال الغزالي: ليس للعامي أن ينتقي من المذاهب في كل مسألة أطيبها عنده فيتوسع (¬٣).
وبعض الناس إذا أراد أن يستفتي يسأل في كل مسألة من عُرِفَ بالتساهل فيها، والإفتاء بغير ما عليه جماهير العلماء، فإذا دُلَّ على العلماء الذين يفتون بالكتاب والسنة؛ قال: إن هؤلاء لا يعرفون إلا لغة التحريم، كل شيء عندهم حرام، فهذا وأمثاله اتخذوا دينهم لعباً ولهواً والله تعالى قال لنبيه صلى اللهُ عليه وسلم: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود: ١١٢]، ولم يقل كما أردت، قال ابن عبد البر رحمه الله: «أجمع العلماء على أن العامي لا يجوز له تتبع الرخص» (¬٤).
قال محمد بن سيرين: «إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم» (¬٥).
أما قول بعضهم: ضع بينك وبين النار مُطَوَّعٍ، فهذا القول لا يكون صحيحاً إلا بسؤال أهل العلم المعروفين بالتقوى، وأن يكون القصد
---------------
(¬١) انظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلاّل (١/ ٢٠٩).
(¬٢) مختصر التحرير ص: ٢٥٢.
(¬٣) المستصفى (٢/ ٤٦٩).
(¬٤) جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٩١).
(¬٥) مقدمة صحيح مسلم ص: ٢٤.