كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 6)

الكلمة الخامسة والخمسون: فضل العمرة وصفتها
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فقد وردت أحاديث كثيرة تدل على فضل العمرة وأنها من مكفرات الذنوب، وأما وجوبها فقد اختلف أهل العلم في ذلك، ومن أدلة القائلين بالوجوب: ما رواه الإمام أحمد في مسنده وابن خزيمة في صحيحه من حديث عائشة رضي اللهُ عنها قالت: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه هَلْ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ» (¬١).
قال ابن خزيمة: قوله في الحديث: «عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ» بيانٌ أن العمرة واجبة كالحج، إذ ظاهر قوله «عَلَيْهِنَّ» أنه واجب إذ غير جائز أن يقال: «على المرء ما هو تطوع غير واجب» (¬٢).
ومنها ما رواه ابن خزيمة في صحيحه من حديث عمر ابن الخطاب رضي اللهُ عنه عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم في سؤال جبريل إياه عن الإسلام فقال: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،
---------------
(¬١) (٤٢/ ١٩٨) برقم ٢٥٣٢٢ وقال محققوه إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.
(¬٢) (صحيح ابن خزيمة (٤/ ٣٥٩).

الصفحة 351