كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 7)
وحرم المدينة هو ما بين الحرتين شرقًا وغربًا وما بين عير إلى ثور يمنًا وشامًا، روى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «الْمَدِينَةُ حَرَامٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ» (¬١).
وروى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حَرَامٌ (¬٢)» (¬٣).
ومنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم سَمَّاهَا طَيْبَةَ وَطَابَةَ، روى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنتِ قَيسٍ رضي اللهُ عنها فِي حَدِيثِ الجَسَّاسَةِ قَولُهُ صلى اللهُ عليه وسلم: «هَذِهِ طَيْبَةُ، هَذِهِ طَيْبَةُ، هَذِهِ طَيْبَةُ يَعْنِي الْمَدِينَةَ» (¬٤).
وفي رواية البخاري: «هَذِهِ طَابَةُ» (¬٥)، قال ابن حجر رحمه الله: «والطاب والطيب لغتان بمعنى، واشتقاقها من الشيء الطيب وقيل: لطهارة تربتها، وقيل: لطيبها لساكنها، وقيل من طيب العيش بها، قال بعض أهل العلم: وفي طيب ترابها وهوائها دليل شاهد على صحة هذه التسمية، لأن من أقام بها يجد من تربتها وحيطانها رائحة طيبة لا تكاد توجد في غيرها» (¬٦).
وقد حدثني من سكن المدينة سنوات أنه لم يجد الروائح
---------------
(¬١) «صحيح مسلم» (برقم ١٣٧٠).
(¬٢) «صحيح مسلم» (برقم ١٣٧٢).
(¬٣) لابتيها: قال الأصمعي: اللابة الأرض ذات الحجارة السود، قال القاضي عياض: قال ابن حبيب: اللابتان الحرتان الشرقية والغربية. «إكمال المعلم بفوائد مسلم» (٤/ ٤٥٠).
(¬٤) «صحيح مسلم» (برقم ٢٩٤٢).
(¬٥) «صحيح البخاري» (برقم ١٨٧٢).
(¬٦) «فتح الباري» (٤/ ٨٩).