كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 7)
فَاعرِفُوا لَهُم فَضلَهُم وَاتَّبِعُوهُم عَلَى آثَارِهِم وَتَمَسَّكُوا بِمَا استَطَعتُم مِن أَخلَاقِهِم وَسِيَرِهِم فَإِنَّهُم كَانُوا عَلَى الهُدَى المُستَقِيمِ» (¬١).
وقد وردت النصوص الكثيرة التي تحث على التمسك بالكتاب والسنة والاعتصام بهما، قَالَ تَعَالَى: {اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُون (٣)} [الأعراف: ٣]. وقَالَ تَعَالَى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم (٤٣)} [الزخرف: ٤٣]. وقَالَ تَعَالَى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُون (١٨)} [الجاثية: ١٨].
والتمسك بالقرآن والسنة عصمة للعبد من الضلالة وهداية له، روى مسلم في صحيحه والحاكم في مستدركه مِن حَدِيثِ جَابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ رضي اللهُ عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ» (¬٢) (¬٣).
وروى الحاكم في المستدرك مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيئَينِ لَن تَضِلُّوا بَعدَهُمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي» (¬٤).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «فعلى كل مؤمن أن لا يتكلم
---------------
(¬١) «جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البر (٢/ ٩٧).
(¬٢) «صحيح مسلم» (برقم ١٢١٨).
(¬٣) «مستدرك الحاكم» (١/ ٢٨٤)، وحسنه الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (١/ ١٢٥) (برقم ٤٠).
(¬٤) «مستدرك الحاكم» (١/ ٢٨٤)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع الصغير» (برقم ٢٩٣٧).
الصفحة 439